recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

  1. ماشاء الله عليك دائما متألق.

    AntwortenLöschen
  2. تحليل واقعي ومنهجية علمية، الله ولي التوفيق

    AntwortenLöschen

العلاقات الدولية، بالمختصر المفيد



نظريات العلاقات الدولية


     تعتبر العلاقات الدولية من التخصصات الحيوية في مجال القانون العام، وقد عرفت تطورا كباقي العلوم الإنسانية عبر مجموعة من المراحل التاريخية، لكن الحديث عن علم العلاقات الدولية باعتباره علما مستقلا عن باقي العلوم الاجتماعية لم يبرز إلا في الفترة ما بين الحربين العالميتين، وقد أعطيت للعلاقات الدولية مجموعة من التعاريف المتعددة والمختلفة، ويمكن القول ببساطة بأن العلاقات الدولية هي:"كافة التفاعلات المتبادلة بين الكيانات المختلفة في إطار المجتمع الدولي"، وهناك مجموعة من النظريات التي أطرت هذا العلم وأسست لأرضيته، فما هي أهم نظريات العلاقات الدولية ؟

     يمكن تقسيم نظريات العلاقات الدولية إلى أربع نظريات أساسية، تتجلى في كل من المثالية، الواقعية، السلوكية ثم الواقعية الجديدة، فما هي أهم مبادئ وتمظهرات ورواد هذه النظريات ؟

1- النظرية المثالية - Idealism theory:
     لقد سادت النظرية المثالية بين الحربين العالميتين ( 1914 – 1939 ) في الوقت الذي تأسس فيه علم العلاقات الدولية، وهي نظرية ترفض مبدأ استخدام القوة في الشؤون الدولية، وتشجع على احترام الحقوق والالتزامات الدولية والحفاظ على السلم العالمي، وذلك من خلال اعتماد الوسائل السلمية في حل النزاعات الدولية من قبيل التحكيم الدولي، المفاوضات، الوساطة والمساعي الحميدة وغيرها.

     للنظرية المثالية تمظهرات عديدة، ويمكن الاستئناس في هذا الصدد بالأمثلة التالية:

-  المبادئ الأربعة عشر التي تضمنها خطاب الرئيس الأمريكي "وودرو ويلسون" من أجل إحلال السلم العالمي، وبعتبر بذلك هذا الأخير من أهم المنظرين في المدرسة المثالية؛
- أهداف منظمة الأمم المتحدة في حل مجموعة من النزاعات المسلحة عبر الاعتماد على الوسائل السلمية، من قبيل عقد القمم والمؤتمرات للنظر في الأوضاع ومناقشة الوقائع والأحداث، ومن ثم التوصل إلى حلول في إطار المخرجات.

2- النظرية الواقعية - Realism theory:
   نتيجة اندلاع الحرب العالمية الثانية وتضارب المصالح ودخول الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي في سباق نحو التسلح، أصبحت الواقعية هي النظرية المهيمنة في حقل العلاقات الدولية، بحيث قامت على أساس ما هو كائن بالفعل وليس على ما يجب أن يكون داخل النظام الدولي، واعتبار أن هذا الأخير هو نظام فوضوي تميزه القوة والصراعات.

     للنظرية الواقعية تمظهرات عديدة، ويمكن الأخذ ببعض الأمثلة في هذا الإطار من قبيل:

-  إمكانية اللجوء للتدخل العسكري لتسوية النزاعات الدولية وإعادة السلم والأمن الدوليين إلى نصابهما، وذلك حسب المادة 42 من ميثاق الأمم المتحدة؛
-   حصر حق التصويت في مجلس الأمن على خمسة دول محددة ( الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، روسيا، إنجلترا وفرنسا )، والتي تستخدمه في كثير من الأحيان من أجل الدفاع عن مصالحها الخاصة؛
-   تنافس القوى الكبرى على رسم خريطة جديدة بسوريا، وذلك من خلال التدخل المباشر الروسي في الأزمة بدعم من حلفائها الصين وإيران الذين يرفضون أي تغيير في النظام السياسي بسوريا، وكذا الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من أوربا وتركيا وبعض الدول العربية الذين يسعون لتغيير النظام، وذلك في إطار إعادة بناء التوازنات الإقليمية والدولية عنوانها المصالح.

    برز العديد من المنظرين الذين أسسوا للنظرية الواقعية في العلاقات الدولية من قبيل هانس مورغنثاو، فردريك شومان، ريمون أرون وهنري كيسنجر، ويتفق هؤلاء على أن الدول هي الفاعل الأساسي في العلاقات الدولية، وأن هذه الأخيرة تفتقد لعنصر الثقة، وأن الصراع حالة طبيعية في النظام الدولي. 

3- النظرية السلوكية - Behaviorism theory:
     تأسست النظرية السلوكية في منتصف الخمسينيات، وبرزت مع تزايد الاهتمام بعلوم النفس والاجتماع والأنتروبولوجيا، وتعتبر هذه النظرية بأن سلوكيات الدول مستمدة من سلوكيات الأفراد والجماعات، كما تدرس العلاقات الدولية انطلاقا من تعدد الفاعلين السياسيين كالمنظمات الدولية والإقليمية، وتضم النظرية السلوكية نظريات جزئية متعددة من قبيل الردع، النزاع، المباريات، النظم ثم صانع القرار، ولعل هذه الأخيرة هي الأكثر انتشارا، بحيث أسسها "ريتشارد سنايدر"، وتعتبر هذه النظرية بأن السلوك الخارجي للدول يتغير حسب الرغبات والأهداف والمعتقدات الشخصية لصانع القرار، أما نظرية النظم لـ "مورتون كابلان" فقد طرحت ستة نماذج للنظام الدولي، تتمثل في: توازن القوى، نظام القطبية الثنائية المرن والجامد، النظام العالمي، النظام الهرمي ثم نظام النقض أو الامتناع.

     للنظرية السلوكية تمظهرات عديدة، يمكن الأخذ ببعض النماذج -على سبيل المثال لا الحصر- من قبيل:

-  سياسة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" التي تتعامل مع المجتمع الدولي باعتباره شركة، ومع أشخاصه من منطلق المصلحة ومنطق الاقتصاد، ويرجع ذلك أساسا لطبيعة مساره العملي في مجال المال والأعمال.

4- النظرية الواقعية الجديدة - Neorealism theory:
     برزت هذه النظرية خلال فترة السبعينيات، وتسمى أيضا بالنظرية البنيوية، بحيث تعتبر بأنه إلى جانب الفاعلين الدوليين تبقى الدولة الفاعل الأساسي في السياسة الدولية، وذلك لتوفرها على وسائل وآليات استخدام العنف بطرق شرعية، كما تعتبر بدورها بأن النظام الدولي بمثابة نظام فوضوي يفتقد لعنصر الثقة ولوجود سلطة عليا تضمن استقرار هذا النظام، كذلك تركز هذه النظرية على مفهوم القوة، بحيث لم تقتصر فقط على القوة العسكرية، وإنما تطرقت أيضا للقوة الاقتصادية، خاصة مع بروز الشركات المتعددة الجنسيات كفاعل أساسي في العلاقات الدولية، ومن ثم، فالدول بالإضافة للاهتمام ببناء قوتها العسكرية عبر تطوير الوسائل الحربية والانضمام للأحلاف العسكرية، أصبحت تعمل بشكل أكبر على تقوية اقتصادها عبر الدخول في تكتلات اقتصادية.

     في إطار النظرية الواقعية الجديدة، هناك اتجاهين مهمين يفسران تأثير السياسة الداخلية على السياسة الخارجية، بحيث تعتبر الواقعية الهجومية بأنه على الدول العمل بشكل مستمر على تعظيم وزيادة قوتها من أجل حماية قومها الأمني، وذلك في ظل وجود عنصر الفوضى الذي يزيد من احتمالات وقوع النزاعات المسلحة، أما الواقعية الدفاعية فتدعو إلى اللجوء لاستعمال القوة من أجل الدفاع وصد الهجوم، ومن أجل الحد من النزعات التوسعية للدول الأخرى، ومن ثم فالدول تسعى للإبقاء على توازن القوى عوض الزيادة فيها.

     لعل من أهم رواد النظرية الواقعية الجديدة، كينت والتز، روبيرت جيلين، جورج مودلسكي، روبرت تاكر وستيفن كريزيز.


بقلم : محمد البخاري.

عن الكاتب :

Art of words - فن الكلمات

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور، فن الكلمات – Art of words.

جميع الحقوق محفوظة ل

خبر24 - khabar24