عقل ابنك، طريقه إلى المعرفة
تختلف طرق تعامل الأباء مع أبنائهم فيما يتعلق بشؤون الدراسة، بحيث تختلف
الوسائل والأساليب المستخدمة في ذلك ويبقى الهدف واحدا، وهو تحقيق الأبناء
لنقط عالية، وفي سبيل ذلك، غالبا ما يقع الأباء في فخ هذا الأمر، فيجعلون أبنائهم بمثابة آلات للحفظ لا للفهم، ولتلقي المعلومة لا لتحليلها ومناقشتها، وبذلك يصبح طريق النجاح
مليئا بمحطات الفشل.
لعل من أهم المشاكل التي تعرفها المنظومة التعليمية في الشق الخاص بالأسرة،
الاهتمام بالنتيجة التي -في غالب الأحيان- لا تعكس المستوى الحقيقي للإبن، فأصبح الهدف
في أيامنا تحقيق النقط العالية، في الوقت الذي تكون فيه الرؤوس فارغة، وذلك في ظل التشجيع
على حفظ الدروس دون فهمها، الشيء الذي يعكس ضعف الأسلوب لدى الكثير من الأبناء، وعدم
القدرة على التحليل والإبداع والابتكار، خاصة في المواد الأدبية التي من المفروض أن
تنمي حس التحليل والنقذ لديهم، فتجد الأباء يفرضون على أطفالهم حفظ الدروس
بحذافيرها، كما أن طبيعة المنظومة التعليمية بما فيها طبيعة الامتحانات والفروض
تتماشى مع هذه الطريقة الفاشلة في التعلم، إذ أن أغلب الامتحانات تركز على استظهار
ما تم حفظه، وذلك في الوقت الذي تعرف فيه المقررات الدراسية ضخامة من حيث عدد
الدروس المبرمجة، ومن حيث كثرة الواجبات المنزلية اليومية الواجب على التلاميذ إنجازها.
كذلك، فارتكاب الأبناء للأخطاء
يعتبر مشكلة عند العديد من الأباء، خاصة في ظل ارتفاع عدد مؤسسات الدعم ولجوء
الأباء إليها لتحسين مستوى أبنائهم، رغم عدد من السلبيات التي ترتبط بهذا النوع من
المؤسسات التي أصبح هدفها الأساسي هو تحقيق الربح بغض النظر على مستوى جودتها، ومن
ثم أصبح اللجوء إلى العنف والتهديد بمثابة وسيلة لترهيب الأبناء وتحميلهم مسؤولية
تفوق طاقتهم الاستيعابية، ومن ذلك أيضا المقارنة مع باقي الأطفال التي تربي في نفوسهم
أحاسيس الضعف وعدم الثقة بالنفس، فيصبح الإبن ثائرا في وجه والديه، وينقلب السحر
على الساحر.
لا شك في أن أسلوب تعامل الأباء مع أبنائهم يلعب دورا مهما في تحديد مسار
دراستهم وتوجههم الأكاديمي، وعلى اعتبار أن العبرة بالكيف وليست بالكم، فيجب عليهم
تغيير هذه الطرق الفاشلة في تكوين أبنائهم، ويمكن بدء التغيير انطلاقا من النقط التالية:
1- "لا تجعل ابنك آلة حفظ، احترم فكره": لا تعتمد على الحفظ
بشكل أساسي في تلقين الدروس لابنك، وإنما حاول
تفسيرها حسب قدرته على الفهم، حتى يتسنى له الجمع بين المعلومة والقدرة على
تحليلها؛
2- "كن صديقه، يكن ابنك مطيعا": ابتعد عن استخدام أساليب
العنف والترهيب في تدريس ابنك، فقد يؤثر ذلك بشكل سلبي على مردوديته، ويصبح هدفه
إرضائك وليس اكتساب المعرفة والثقافة؛
3- "التحفيز لا التقليل من شأنه": توقف نهائيا على مقارنة ابنك
بالأخرين، بل يجب عليك مهما كانت نتائجه تشجيعه، وزرع الأمل في نفسه ودفعه عبر
مجموعة من الوسائل التحفيزية إلى تحصيل نتائج أفضل.
بقلم : محمد البخاري.
جميل
RépondreSupprimerجميل💐
RépondreSupprimer